ثقة عمياء
تتجه الرياضيات النظرية إلى التعقيد إلى درجة يصعب فيها على الباحثين الذين يطورونها إدراك جميع التفاصيل.
وتبين أن كثيرًا من علماء الرياضيات يسلمون ببساطة بمتانة الأسس التي بنيت عليها الاكتشافات الحديثة، إذ يفترض العلماء صحة الإثبات الرياضي دون التحقق منه عندما يستشهد به عالِم رياضيات بارز، ما أثار قلق كيفين بوزارد، عالم الرياضيات في جامعة إمبريال كوليدج لندن، من احتمال انهيار هذا العلم بأكمله.
مخاوف متفاقمة
ويرى بوزارد بوجود براهين رياضية عديدة خاطئة تمر دون رقابة لأن كثيرًا من الشخصيات البارزة تفترض صحتها.
وقال بوزارد «أخشى أن يكون جميع ما نشر في مجال الرياضيات خاطئ، لعدم تحقق العلماء من التفاصيل، لقد رأيتهم يخطؤون سابقًا» وفقًا لموقع مذربورد الأمريكي.
الاستعانة بالذكاء الاصطناعي
واقترح بوزارد في كلمته الافتتاحية في مؤتمر الرياضيات، الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي، لمساعدة العلماء في الوصول إلى استنتاجات سليمة دون الغوص في آلاف الصفحات من عمليات التحقق المبهمة، إذ بإمكان أدوات الذكاء الاصطناعي تولي تلك الأعمال المملة.
وقال بوزارد في العرض الذي قدمه أثناء المؤتمر «يُحتمَل أننا بنينا بعضًا من قلاعنا العظيمة على رمال، على الرغم من أنه احتمال ضئيل.»
وأضاف «حان الوقت لإنشاء مجال جديد من الرياضيات مخصص لأتمتة البراهين، إذ أصبحت أعظم البراهين معقدة جدًا فلا يمكن لأي إنسان على وجه الأرض فهم جميع تفاصيلها، ناهيك عن التحقق منها، وهذا ما يجعلنا بحاجة للمساعدة.»
ويرى بوزارد أن البراهين الجديدة التي يتولاها المحترفون تعتمد غالبًا على مجموعة كاملة من النتائج المنشورة سابقًا. وأن الرياضيات الحديثة أصبحت تعتمد بإفراط على براهين الرعيل الأول من علماء الرياضيات.
– المصدر: عالِم رياضيات: كل ما نعرفه عن الرياضيات قد يكون خاطئًا على موقع مرصد المستقبل.